مهما كان حجم القرار قد يبدو صغير فلا يصح الاستهزاء به او ان نقول انه لن يصنع فارقاً حيث ان اصغر الاختيارات قد تؤدي إلى اعظم النتائج, على سبيل المثال لو ان قراراً صغيراًً مثل هل آكل الآن ام ان اصلي ثم آكل , قد يبدوا الامر بسيطاً والقرار سهل ولكن لو قلنا انني لو أكلت الآن ثم صليت ربما يأتي إلي وقت الصلاة هاتف مهم لا استطيع الرد عليه وربما يكون هذا الهاتف قادراً على تغيير مسار حياتي ان يكون مثلاً من شركة طالما حلمت ان اعمل بها, وقد يحدث العكس ايضاً انني لو صليت اولاً يأتي الهاتف وقت الصلاة ولهذا يجب التفريق بين امرين وهما القرار والنتيجة.
القرار: هو الاختيار الذي يؤخذ من بين عدة اختيارات متاحة , وللأنسان الحرية التامة في إتخاذه فهو وحده المتحكم به وهو الوحيد المسئول عنه.
اما النتيجة: فهي العواقب التي تنتج نتيجة القرار الذي اتخذه الانسان ولكن النتيجة ليست بيد الانسان وليس مسئول عنها فهو فقط مسئول عن اتخاذ القرار الصحيح اما النتيجة فهي بيد الله وحده.
كيف يكون الاختيار صحيحاً
حتى يتخذ الانسان اي قرار في حياته يجب ان يتخذه وفق احد الاشياء الآتية او وفق مجموعة منها
العلم: لا يوجد إنسان ليس لديه علم مهما كان حجم هذا العلم ضئيل وهذا العلم هو مجموعة الثوابت التي يعلمها , وعندما يريد الانسان اتخاذ قرار فهو يقارنه بالثوابت التي عنده فمثلاً هو يعلم ان تأخير الصلاة خطء كبير ويعلم ايضاً ان احب الاعمال إلى الله الصلاة على اوقاتها لذا فعندما يأتي لأتخاذ قرار عن الوقت الذي سيصلي فيه فعليه اختيار الوقت وفقاً لهذا العلم او لتلك الثوابت التي يعرفها فإن فعل كان على صواب وإن لم يفعل فقد إتخذ القرار الخاطيء.
الاستشارة: اما اذا كان الاختيار في مجال لا يعلم عنه او في امر جديد عليه وجب عليه الاستشارة وأخذ الرأي ممن هو اعلم منه وعليه ايضاً ان يحسن اختيار من يستشيره فلكل مجاله ولكل تخصصه فلا يسأل عن مرض غير طبيب ولا يسأل عن فقه غير فقيه.
الاستخارة: هي اعظم انواع الاستشارة ففي الاستخارة انت تستشير مالك الدنيا وما عليها وخالق الخلق اجمعين الله سبحانه وتعالى ولكن لا تكون الاستخارة في الامور الواضحة والصريحة فلا استخير مثلاً عن ترك الصلاة وما إلى ذلك من الثوابت.
استفت قلبك: للأسف كثيراً ما تستغل هذه الجملة استغلال خاطء فليس معنى استفت قبلك ان استفته في ثوابت او ان اغير من اساس الدين او العلم فقط لأن قلبي يدلني ان هذا اصح, لكن استفت قلبك يحكم بها في الامور التي لا يستطيع ان يحكم عليها غيرك مثل الرخص التي اعطاها الله لك فأنت فقط من يستطيع الحكم اذا كان سفرك يستحق ان تقصر او لا يستحق وانت من يحكم اذا كان مرضك يمنعك عن الصيام او لايمنعك.
لماذا احسن الاختيار في الامور البسيطة والتي لا عواقب لها؟
هناك سببان يجعلانك تتخذ دائماً الاختيار الصحيح مهما كان صغيراً اون تفكر في اي عمل قبل ان تعمله
اولهما هو كما ذكر سابقاً ان الاختيارات الصغيرة يبنى عليها نتائج كبيرة في بعض الاحيان.
الثاني هو التعود فالإنسان عندما يعتاد ان يفعل الصواب في كل امر يواجهه يعتاد على ذلك ويعتاد على مواجهة نفسه ومقاومتها وذكر عن احد السلف ان طالباً للعلم عنده زاره في داره وبعد ان خرج وعاد الطالب لداره وجد معلمه يزوره ولم يكن معتاد على ذلك فتعجب انه كان عنده منذ دقائق فقال له معلمه انه كان ينوي زيارته قبل ان يزوره واراد الا تعتاد نفسه على العزوم على شيء ثم الرجوع فيه, لهذا فمهما كان العمل صغيراً وبسيطاً فعليك ان تتقنه وتتأنى في اختيارك فيه حتى تعتاد وترتاح نفسك للصواب , مثال على عمل صغير يعودك على هذا هو اماطة الاذى عن الطريق.
ختاماً ارجو الله ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* هذه المقالة هي مجموعة من الآراء الشخصية ولم تبنى على اي قراءات متعمقة في الموضوع لذا لا يؤخذ بها كمرجع.
5 comments:
ايه دا كلو ..
:)
هو انت اتخرجت من الكليه علشان تكتب في الفلسفه ولا ايه يا مستر خالد ؟؟
:D:D
هوه انت اللي كاتب ده ولا ايه ربنا يكون في عونك شكله كان صعب قوي انا مركزتش في الكلام اللي مكتوب قد ما ركزت في الاسلوب لطالما انا مكنش بيعجبني اسلوبك في الكتابة نهائي بس بصراحة المرة ديه غيييير الاسلوب جامد قوي ومنسق بطريقة تسهل علي القارئ للوصول الي الهدف المرجو من المقالة بس انا خد بالي ان انت بتتكلم عن القرارات وحاجات زي كده......
بس مقولتليش انت اللي كاتب ده ولا لا
:)
يلا سلام
ويا ترى موضوع الاختيار دا كتبته قبل الحيطة ولا بعدها
عموما كل حيطة ... اقصد كل موضوع وأنت طيب
ماشي يا خفيف انت وهو
مهو انا قلت برضه مش هتفهموا الكلام ده كبير عليكوا
لازم واحد جدو زي خالد عيسوي عشان يفهمه
اضافة من احمد عماد
احد السلف ده يبقى الامام احمد بن حنبل
شكراً على المعلومة وبعد كده لو عايز تضيف حاجة ابقى اكتبها بنفسك انا مش شغال عندك ياه
Post a Comment